نحو مستقبل زاهر:الشراكة الأمريكية- الأردنية

نحو مستقبل زاهر:الشراكة الأمريكية- الأردنية

سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى المملكة الاردنية الهاشمية

الكلمة كما تم اعدادها

أتقدم لكم بالشكر الجزيل على هذا الترحيب الدافئ. أنا مسرورة بوجودي معكم اليوم في ليلة الاحتفال بأسبوع الريادة العالمي لنحتفل بروّاد الأردن ومساهماتهم في الاقتصاد الأردني. كما أنني مسرورة لكوني محاطة في هذه القاعة بأصحاب المواهب الكبيرة. وأود أن أتقدم بشكري الخالص لجمعية الرواد الشباب لدعوتهم لي لحضور حفل الإفطار الشهري. أهنئكم على الجهود التي تبذلونها لجمع أصحاب الأعمال والشركات الجديدة والمؤسسات الأكاديمية معاً لإيجاد أفكار ومجالات تعاون جديدة.

أُعرب في كل صباح عن شكري لأحد الأعمال التي قام بها مجموعة صغيرة من الرواد. لربما سمع العديد منكم بأنني أبحث دائماً عن أقرب مقهى لستاربكس، ولربما كنت أكبر داعم له في المملكة بأكملها، وأعتقد بأنه يجدر بي الآن أن أفكر في شراء سهم لديهم.

ما يُثير الاهتمام في ستاربكس، الذي بدأ في بلدي في ولاية سياتل، هو أنه لم يكن دائماً “عملاق المقاهي” كما هو عليه اليوم. تبدأ القصة عندما بدأ اثنين من المعلمين وأحد الكتاب في عام 1971 في البحث عن نوعية أفضل للقهوة مقارنة بالمتوفر منها محلياً.اعتقدت هذه المجموعة بأن هنالك أشخاصاً آخرين يشاركونهم هوسهم وحبهم لمادة الكافيين. لم يكن أحد منهم غنياً، ويمكنكم توقع ذلك بناء على مدى معرفتكم برواتب المعلمين والكتّاب. لقد اعتقدت أسرهم وأصدقاؤهم بأنهم مجانين عندما جمعوا مدخراتهم التي جمعوها على مدى حياتهم والبالغة 8000 دولار فقط للبدء بمشروعٍ لبيع حبوب القهوة المحمصة. ولحسن الحظ لم يُلقوا بالاً للمعارضين للفكرة، بل كانوا مستعدين للمخاطرة بخسارة وظائفهم وتمسّكوا بكل قوة بحلمهم. وتوسع المشروع الذي بدأ بمحل صغير في سياتل ليضم قُرابة  40,000 مقهى في أربعين دولة. وكان ستاربكس بين عامي 2007 و2008 يفتتح في الواقع محلاً جديداً كل يوم تقريباً. تُوظّف الشركة اليوم حوالي 200,000 شاب وشابة، حيث يتشكل ثلثي هذا العدد من الشابات، كما تتصدّر الشركة أحد المراكز الخمسين الأولى في قوائم فوربس لأكثر الشركات إبداعاً وأكثر العلامات التجارية قيمة. وقد قُدّرت الشركة بأكثر من 70 مليار دولار في شهر أيار، وهي ذات الشركة التي بدأت كما ذكرت سابقاً بـ 8000 دولار جمعها أصدقاء معاً قبل أكثر من أربعين عاماً. نجح هؤلاء الرواد في عملهم لأنهم امتلكوا الفكرة، وكانوا مستعدين للمخاطرة، ونجحوا في إقناع أشخاص مثلي بأن الحياة أفضل بكثير بوجود قهوة غراند لاتيه الثلاثية منزوعة الدسم.

ويُعتبر ستاربكس واحداً من الأسباب الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى التي تجعلني أؤمن بقوة الريادة. يعني مفهوم الريادة أنه في حال كانت لديك فكرة ما، وعملت بجد على تحقيقها، وتقبّلت الفشل الذي لابد من المرور به في الطريق، فإنه بإمكانك جعل الحلم حقيقة. تُعتبر الريادة ذات أهمية، حيث يمكن لها مساعدتنا على حل أعظم التحديات التي تُواجهنا كإيجاد الوظائف والاستقرار الاقتصادي والأمن. وتعتبر الأعمال الصغيرة أساسية لتحفيز النمو الاقتصادي وفرص العمل، ليس في الأردن وحسب بل حول العالم. كما تُعتبر الأعمال صغيرة ومتوسطة الحجم في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، عصب الاقتصاد الأمريكي، حيث تُوجد حوالي 75% من الوظائف الجديدة المضافة إلى الاقتصاد الأمريكي كل عام.

هذا وتترك الريادة أثراً مشابهاً في أهميته على المستوى الشخصي، حيث لا يساعد الرياديون على إيجاد الوظائف وحسب بل يُسخّرون إبداعات الشباب في الطريق الصحيح. وإذا ما نظرنا إلى التاريخ لوجدنا بأن العديد من الأفكار الرائدة تعود لعقول لامعة من الشباب. كان مارك زَكربيرج طالباً في الجامعة وعمره 19 عاماً عندما  أطلق الفيسبوك الذي يُعتبر منصة تواصل اجتماعي أحدثت ثورة في طريقة تواصل الكثير منا مع أصدقائنا وأسرنا حول العالم. كما أصبح إيلون مسك صاحب فكرة بي بال وتِسلا موتورز مليونيراً قبل بلوغه سن الثلاثين. وفي الوقت الذي يُعتبر فيه الحصول على راتب أمراً مهماً إلا أن إتاحة الفرص أمام الشباب للتعلم والمساهمة والقيادة والنمو على المستويين الشخصي والمهني تذهب بآثارها لما هو أبعد من المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي.

تُصبح القوى العاملة في الأردن يافعة أكثر فأكثر مع مرور الوقت، ولكن تعلمون جيداً بأنه لا توجد وظائف كافية للجميع ليعملوا في المجالات التي يختارونها. يسعى قرابة 100,000 خريج  إلى الانضمام للقوى العالمة كل عام، ويُكافحون لإيجاد الوظائف، ولكن تواجه المنطقة في الواقع أعلى معدل للبطالة بين الشباب في العالم، بالإضافة إلى تهميش السيدات في القوى العاملة.

يمكنكم تخيل مدى دهشتي عندما علمت بأن 13% فقط من السيدات الأردنيات يشاركن في القوى العاملة وذلك بعد مقابلتي للعديد من الشابات الأردنيات ذوات الكفاءة العالية والمستوى التعليمي الجيد والمتزنات. تُمثّل كل سيدة أردنية غير عاملة فرصة مهدورة وإيراداً ضائعاً  لنفسها وأسرتها والأردن. هذا ويبقي توسيع رقعة مشاركة المرأة في الاقتصاد بمثابة كفاح في الولايات المتحدة والأردن. نولي هذا الموضوع أهمية لما لمشاركة المرأة في الاقتصاد من دور في رفع الاقتصاد بكامله، حيث قدّر الاقتصاديون بأن الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي  بمقدار 2 ترليون دولار تعود إلى عدد السيدات اللاتي انضممن إلى القوى العاملة  في الخمسة وأربعين عاماً الأخيرة. هذا ويُعتبر الأثر المحتمل لزيادة عدد السيدات المشاركات في القوى العاملة هنا في الأردن أكبر من ذلك بكثير، حيث تهدف وثيقة الأردن 2025 إلى زيادة المشاركة النسائية في سوق العمل إلى 24% بحلول عام 2025.   ويُقدّر الخبراء نمو الناتج المحلي الإجمالي للأردن بمقدار 5% إذا وصل الأردن إلى النسبة المتعارف عليها في الإقليم لمشاركة المرأة في القوى العاملة والبالغة 24%.

يعني ترجيح الكفة لصالح إيجاد المزيد من الفرص للسيدات تقديم فرص لهن للبدء بأعمالهن واستدامتها. وتُعتبر الريادة أكثر جاذبية في الغالب من الوظائف في القطاع العام أو الخاص، فهي مكان للوظائف الخلاقة والمبدعة والمرنة التي تلبي الأهداف المهنية والشخصية للسيدات. ولكن تُشير منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية إلى امتلاك الشرق الأوسط في الوقت الحالي أكبر فجوة في النوع الاجتماعي مقارنة بأي منطقة في العالم ، حيث يُدير 12% فقط من السيدات أعملهن الخاصة مقارنة بـ 31% من الرجال.

لا يُعتبر إيجاد الفرص للشباب والشابات مستلزماً اقتصادياً فقط بل أمني أيضاً، فقد شهدنا، وخاصة في الوقت الذي يتواجد فيه داعش على عتبة أبوابنا، كيف يستغل المتطرفون حول العالم الإحباط الذي يشعر به شبابنا وشاباتنا. ويُعتبر الاستثمار في ريادة وتعليم الشباب أحد أقوى المضادات لمحاربة التطرف العنيف وخاصة أنه لم يتبيّن بأن الفقر لوحده سبب للإرهاب أو العنف. كما يُعتبر إيجاد الوظائف عاملاً أساسياً لازدهارنا وأمننا المشترك.

لم نقل بأن الطريق إلى إيجاد الوظائف والأعمال سيكون سهلاً، كما يواجه الاقتصاد الأردني العديد من التحديات التي تفوق طاقته. لقد تحدثت مع العديد من أصحاب الأعمال الذين أخبروني بأن إحدى أعظم الصعوبات التي يوجهونها والتي نشأت منذ زمن وما زالت إلى اليوم تكمن في تأمين مستوى ملائم من التمويل لتوسيع أعمالهم.  تُمثّل الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم 95% من جميع الأعمال المسجلة في الأردن إلا أنها لا تتلقى سوى 10% فقط من القروض التجارية. لقد كان إقراض البنوك للحكومة أكثر ربحية بالنسبة للبنوك كما كان إقراض الأعمال الكبيرة أسهل من إقراض أحد الروّاد كما هو واضح عبر التاريخ. ولم تنظر معظم البنوك إلى الآن في كيفية إعادة هيكلة ممارسات الإقراض الخاصة بها لتسهيل الوصول إلى هذا القطاع الحساس، كما لم يُتقن الروّاد إلى الآن لغة البنوك الضرورية لتقديم دراسة جدوى لمشاريعهم متضمنة أرقاماً واقعية وصحيحة لمؤسسات الإقراض. لقد استخدم بنك الاتحاد، على سبيل المثال، 94% من مخصصاته البالغة 10 مليون دولار ضمن برنامج ضمان القروض لمؤسسة الاستثمار ما وراء البحار الخاصة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذي صُمّم لتعزيز حصول الروّاد الجدد على التمويل.
وينتظر البرنامج الآن الموافقة من مؤسسة الاستثمار ما وراء البحار الخاصة لمضاعفة مخصصاته لتصل إلى 20 مليون دولار.

يتمثل أحد التحديات الأخرى في الأردن في تفضيل العديد من الشباب الأردني لموقع وظيفي في القطاع العام الذي يُمثل الاستقرار بالنسبة لهم مقارنة بوظيفة في شركة جديدة فيها “مخاطرة”. ما زالت النظرة إلى الوظائف الحكومية تحمل عنوان الازدهار والاستقرار وإن أصبح عدد الوظائف ومستويات الأجور كاسدة.  لقد أشار دولة رئيس الوزراء د. عبد الله النسور إلى أن القطاع العام في الأردن “متضخم” و”غير صحي”، حيث يُشكّل نسبة مذهلة من الاقتصاد الأردني والبالغة 42% أو ثلاثة أضعاف معدل القطاع العام حول العالم. هذا وتتوقع الحكومة عدم نمو الموازنات في المستقبل المنظور إلا أنه ستتوفر وظائف قليلة، إن وجدت، في الحكومة للباحثين عن عمل.

وتُمثّل الضغوطات الأسرية والثقافية عقبات كبيرة للشباب المبدع الذي ينظر إلى المخاطر على أنها خاصية متأصلة في الشركات الجديدة بطبيعتها، كما يُكافح آخرون لإيجاد خدمات نقل موثوقة ويمكن تحمل نفقاتها للتنقل ذهاباً وإياباُ لأماكن عملهم، بالإضافة إلى أن خيارات العناية بالأطفال هي خيارات  محدودة.

تنمو الريادة في الأردن برغم التحديات، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى أقوى موارد الأردن وهي الرأسمال البشري. تتراوح قصص نجاح الأردن بين الكبيرة والصغيرة في مختلف القطاعات. فقد سمعنا جميعنا عن أمثلة كشركة الحكمة للصناعات الدوائية وشركة البترا للصناعات الهندسية اللتان كانتا شركتين صغيرتين، ثم نمتا لتصبحا شركتين عملاقتين في مجالهما وبإيرادات تبلغ ملايين الدولارات وأعمال لهما حول العالم. ولكن يكمن جمال الريادة في أنه لا ضرورة أن يُصبح الجميع كشركتي الحكمة أو البترا، فالفرص متوفرة في كل مكان، كما يُمكن للشركات الصغيرة أيضاً تقديم أمور كبيرة للمجتمع وتلبية احتياجات أساسية في السوق.

تُقدّم فاطمة من الزرقاء مثالاً على السيدات المستقلات برأيهن والتي أسّست لها مكاناً ملائماً في سوق السباكة. وبالرغم من إخبارها بأن السباكة هي مهنة ذكورية إلا أن فاطمة ثابرت في مسعاها، حيث نجحت فاطمة الآن في تقديم خدمات تصليح داخل المنازل. يُقدّم عمل فاطمة دخلاً إضافياً لعائلتها، ويُحسّن من نوعية المياه المنزلية في الزرقاء.

يُخبرني أصحاب الأعمال مراراً وتكراراً بأن العامل الرئيسي للنجاح هو تقبّل الفشل. يُعرف بيل جيتس، الذي تقدر صافي ثروته بأكثر من 56 مليار دولار بمقولته: “من الجيد أن تحتفل بالنجاح ولكن الأكثر أهمية أن تتذكر الدروس التي تعلمتها من الفشل”. هل تتذكرون إيلون مسك الذي ذكرته سابقاً، المؤسس المشارك لبي بال وتِسلا موتورز؟ ترك إيلون تعليمه في جامعة ستانفورد ليبدأ بأعماله الخاصة، وتراجع وضعه في عام 2008 حيث بدا بأن جميع مشاريعه الثلاثة على حافة الفشل.  فقد انتهى به المطاف بتسريح قرابة ثلث موظفيه، وإغلاق فرع تِسلا في ديترويت، ووصل إلى مرحلة لم يكن معه سوى مقدار بسيط من الأموال في البنك يكفيه لأسبوع واحد. رفض إيلون، بالرغم من ذلك، التخلي عن أفكاره وبقي يعمل من أجلها لحين جَمَع ما يكفيه من التمويل ليعود بشركاته إلى حالة اليُسر من جديد.  تساوي شركات إيلون، الذي يبلغ من العمر حالياً 44 عاماً، المليارات، ونرى العديد يقودون سياراته في جميع أنحاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى الأردن. ولربما كان أكبر درس تعلمه هو ما دلّ عليه في مقولته: “إذا لم تتهاوى الأشياء من حولك فأنت غير مبدع بما فيه الكفاية”.

يمكنكم الاعتماد علينا لدعم مساعي الأردن لتعزيز نظامه البيئي الريادي وإيجاد بيئة أعمال أكثر دعماً للمعنيين،  فلقد شهدنا مسبقاً أدلة على التعاون العظيم بين الولايات المتحدة والأردن. اسمحوا لي بالإشارة إلى بعض منها في هذا المقام.

يُركّز برنامج التنافسية في الأردن الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمقدار 45 مليون دولار على تطوير الأعمال صغيرة ومتوسطة الحجم، وخاصة في قطاعات التكنولوجيا النظيفة والرعاية الصحية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ولبرنامج التنافسية شركاء من أعظم الشركات التقنية في العالم من أجل تمكين المواهب الشبابية الأردنية من خلال أحدث الخبرات في مجالات الحوسبة السحابية ” كلاود كمبيوتنج” وتطوير التطبيقات والجيل الجديد من الإنترنت المعروف بـ “إنترنت الأشياء”.  كما قد دعمت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من خلال برنامج مايكروسوفت الأكاديمي لتسريع الأعمال، على سبيل المثال، تطوير أكثر من 24 فكرة عمل جديدة خلال الستة أشهر الماضية، حيث طوّرت شابات أكثر من نصف هذه الأفكار. ويُعتبر العداد الصادق أو “تروميتر” أحد هذه الأفكار، وهو تطبيق يساعد المسافرين عبر وسائل النقل من تقدير تكلفة أجرة سيارات الأجرة وإنهاء مسألة الأجرة الجائرة، كما أنه متوفر على سوق تطبيقات الوندوز، وحاصل على دعم أمانة عمان الكبرى.

كما قد ربط مشروع مساندة الأعمال المحلية الذي تبلغ موازنته 69 مليون دولار، والذي يُشجع النمو الاقتصادي في المجتمعات الأردنية الأقل حظاً من حيث الحصول على الخدمات، الأعمال الصغيرة ومتناهية الصغر التي تُنتِج الأطعمة في إربد مع السيفوي الذي يُعتبر أحد أكبر الأسواق الكبرى في الأردن. ونفخر بأن نعلن عن انضمام مصنع الأندلس لمشتقات الألبان الذي تديره جمعية مربي الأبقار التعاونية في إربد إلى دائرة المزودين للسيفوي منذ الشهر الماضي، حيث أصبح يبيع منتجاته في اثنين من فروع السيفوي الرئيسية في عمان. ولقد زاد هذا المشروع الصغير إيراداته التي كانت تبلغ قرابة 10,000 إلى 15,000 دينار في الشهر إلى 100,000 دينار في الشهر كنتيجة لربطه مع دائرة المزودين للسيفوي بمساعدة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

تُقدّم الشركة الأردنية لضمان القروض ، التي تأسست ضمن الشراكة مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة الاستثمار ما وراء البحار الخاصة، ضمانات بمقدار 250 مليون دولار للبنوك الأردنية المشاركة في تمويل الأعمال الصغيرة، وقد عادت أكثر من 10% من هذه الضمانات بالنفع على الاعمال التي تمتلكها سيدات.  فعلى سبيل المثال، قرّرت شركة الحل الأمثل للتغليف، التي تُنتج زجاجات مياه بلاستيكية، أن تُوسّع أعمالها عن طريق تعبئة زجاجات المياه وبيعها في السوق المحلي. ولقد موّلت الشركة 60% من التكلفة الإجمالية لبناء منشأة تعبئة المياه، واستخدمت ضمان القرض الذي قدمته مؤسسة الاستثمار ما وراء البحار الخاصة لتمويل الأربعين بالمئة المتبقية. وتُقدّر الشركة بأن يزيد هذ التوسع من مبيعاتها السنوية بمقدار 11%.

يتطلب التغلب على التحديات المزيد من العمل. فكيف يُمكن للروّاد المخاطرة ببدء أعمالهم الخاصة دون وجود سياسات تسجيل وترخيص واضحة وبسيطة؟ وكيف يمكن للشباب أن يفشل مرة ثم يفشل مرة أخرى ثم ينجح في النهاية إذا لم يكن في الأردن قانون حديث ومُحكم حول الإفلاس يسمح بإغلاق الشركات دون معاقبة المساعي الصادقة للرُوّاد؟

تلتزم الولايات المتحدة بدعم جهودكم وجهود العديد من أصحاب الرؤى في القطاع الخاص الأردني، حيث أنكم صنّاع الازدهار الاقتصادي لمستقبل الأردن، ومصدر التغيير القائم على أساس تدريجي يبدأ بشخص واحد وخطوة واحدة وعمل واحد في كل مرة. أشعر بالفخر عند سماعي لقصصكم، وأشعر بالأمل لمستقبل الأردن. وكما قال المتخصص اللامع في التسويق السيد بيتر دركر مرة: “أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي صنعه”.

شكراً